ودار هذا الحوار.
الكاهن : ماذا تقولي ؟ ..
ألم نطلب منكم عدم الاحتكاك بالعرب المسلمين وخاصة هؤلاء (الريدكاليين )
لم يكن مسمى إرهابي بعد يستخدم ضدنا..
الراهبة : ولكني أحاول أن أريه بعض مزايا ديننا وسماحته وأن أخلصه وأدله على طريق الخلاص..
الكاهن : هؤلاء الناس يعرفون ديننا أكثر من أي شخص آخر ولكنهم لايحبونه ولا يمكن أن يتركوا دينهم أبداً.
الراهبة : لماذا يا أبتي أليس ديننا أفضل من دينهم؟
الكاهن : نعم ولكن هؤلاء الناس أغبياء وهمج وجهلة وأشرار..
الراهبة: لابد أن لديهم عذر أو أن شيء غير واضح عندهم عن ديننا فهذا العربي شاب مثقف ومثير ومتعلم جداً ويتكلم بلغة تدل على أنه ليس من هؤلاء الذين تصفهم بالهمج والأشرار..
الكاهن : اسمعي .. إن كنتِ تريدين مغفرتي فلا تقابلي هذا العربي الشيطان أبداً ولا تكلميه ،، ودعي أي شخص آخر يعتني به أو دعوه يموت..
الراهبة : ولكن ياأبتِ ........
الكاهن : انتهى الحديث في هذا الموضوع ماذا تختارين؟
الراهبة : اختار مغفرتك يا أبتِ
الكاهن : قد غفرت لك بوركتي يا ابنتي..
بعد يومين مازالت الراهبة غير مقتنعة بما قاله الكاهن في الدير .. والفضول أتعبها وشل تفكيرها ..وتريد أن تذهب إلى العربي المسلم .. لتهزمه لأنها لم تتعود الخسارة أو الانسحاب أبداً..
في الصباح التالي أي بعد يومين من التفكير المستمر ذهبت الراهبة إلى العربي ودخلت الغرفة وملامح وجهها تشير إلى الخوف والحيرة والتحدي في آن واحد
ودار هذاالحوار بينها وبين العربي..
العربي : مرحباً أيتها الأخت
الراهبة : مرحباً يا سيدي .. كيف حالك اليوم ؟ - بصوت شاحب وخافت- ..
العربي : الحمد لله أنا في تحسن مستمر .. ولكن عندي سؤال لماذا غبتي عني يومين ألم تقولي إني عملك هنا؟
الراهبة: نعم ولكن – بتردد - لم أسترح إلى كلامك السابق.
العربي : هل أخطأت في شيء أو أسأتُ إليك دون علم ؟!! .. فأنا آسف ..
الراهبة : لم تسيء لي ولكنك أسأت في تصوراتك وإيمانك.. وكنت ستجرني معك إلى الخطيئة
العربي : على العموم أنا أعتذر منك .. ولكن أنا لم أجرك إلى الخطيئة بل أنتي من جاء إلى هنا لتبشري بدينك .. وأنا قبلت أنْ أسمع وأتعامل معك وعندما حان دوري لأريك الدين الذي أنا مؤمن به قلتِ إنني أجرك إلى الخطيئة..
صُدِمَتِ الراهبة من ذكاء هذا العربي ،، وحكمته ،، وحاولت تغيير الموضوع..
الراهبة : لماذا تضع خاتم في يدك ؟.. هل أنت متزوج؟
العربي : نعم ولدي أولاد أيضاً ..
الراهبة : أين هم؟
العربي : في بلدي.
الراهبة : حسناً إني ذاهبة..
العربي : أرجوك لا تذهبي .. أريد أن أكمل حديثي معك ولن أضايقك أبداً ..
الراهبة: لا لا .. لا أريد أن أكون طرف في حديث يجلب الذنوب والآثام…
العربي : لا أرى أي ذنوب في حديثنا .. أنا مقصدي أن أعرفك عن عقيدة ودين عدوك حتى تنتصري علية في الجولة القادمة.. وأنا أحسست أنك من النوع الذي لا يستسلم أبداً ..
الراهبة : يالك من إنسان صريح جداً إلى حد الوقاحة .. ولكنها وقاحة مشروعة ومحببة , ولكني وعدتُ الكاهن ألا أتحدث معك مطلقاً ، وإلا لن يغفر لي أبداً بعد اليوم..
العربي : الله وحده من يغفر الذنوب والخطايا وليس لعبد من عباده أن يقوم بهذا العمل وإلا لفسدت الأرض وشاع الخراب فيها..
وبدأ العربي في شرح هذا الدين العظيم لهذه الراهبة التي أراد الله أن ينور قلبها ويهديها إلى الإسلام
وبدأت تتردد عليه كل يوم في المشفى وتسمع منه القصص والحكايات والإعجاز الذي في هذا الدين سواء من كتاب الله أو سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - يوماً بعد يوم ..
إلى أن جاء وقت مغادرة العربي المشفى ..
قررت الراهبة أن تتخلى عن نذروها وأن تصبح إنسانة عادية لأنها أحبت هذا العربي ووقعت في غرامه فجاءت إليه في الصباح قائلة :
الراهبة : قررتُ التخلي عن نذوري وترك التدين..
العربي : لماذا؟
الراهبة : لأنني أحبك و أريد العيش معك.
العربي : لا يمكن أن يحدث هذا بهذاالشكل..
الراهبة : ألا تحبني؟!
العربي : ليس الأمر هكذا..
الراهبة : اشرح لي الأمر أرجوك..
العربي : إن الإسلام كرم المرأة .. ولا يسمح لنا ديننا الاختلاء بأي امرأة إلا وفق ضوابط حددها ديننا ليحفظ كرامة هذه المخلوقة الغالية..
الراهبة: بذهول وتعجب ما هي هذه الضوابط ؟
العربي : إما أن تكون من المحارم ( أي النساءاللاتي لا يمكن الزواج بها) أو تكون زوجة
الراهبة : ولكن أنت متزوج أصلاً ..
العربي : نعم وأحب زوجاتي .. ولكن ديننا يسمح بالزواج من أربع نساء شريطة أن نعدل بينهن ونكون بحاجة لهن جميعاً ..
الراهبة : تعرض علي الزواج؟
العربي : إن كنتِ لاتمانعين .. نعم ..
الراهبة : ولكني لست من دينك؟
العربي : الإسلام يسمح للمسلم الزواج من الكتابيات (أي اليهود والنصارى)
الراهبة : وهل يسمح للمرأة المسلمة من الزواج من غير المسلم؟
العربي : لا ... لا يسمح أبداً .. لأن للمرأة قيمة كبيرة وعزة كفلها الإسلام ...وإن تزوجت من غير المسلم .. فلن يعاملها المعاملة التي تحفظ كرامتها مثلما سيعاملها الزوج المسلم
استغربت الراهبة من كرم هذا الدين وعظمته وسماحته وعلوه وأسرت في قلبها حبه واقتناعها وإيمانها الكبير بهذا الدين ..
ووافقت على الزواج بالعربي ولكن اشترطت عليه ألا يجبرها على اعتناق الإسلام أبداً ..
وافق العربي على شرطها وتزوجها ولم يمر شهر إلا وأشهرت إسلامها بمنة وفضل من الله العلي القدير .. على يد العربي في أحد التجمعات الإسلامية التي كانت صغيرة جداً تلك الأيام في بريطانيا..
وعاشت عامين في لندن مع العربي ثم رحلت معه إلى بلده وعاشت في بيت واحد مع زوجاته الأخريات
وسمت نفسها مؤمنة بعد الإسلام وأنجبت للعربي بنت وولد ..
وتعلمت العربية بشكل سريع جداً حتى أنها حفظت بعض من القرآن الكريم..
وكانت تعلم أولادها منه..
عاشت مع العربي حوالي أربعة وعشرون عام..
وتوفيت هي وابنها في حادث مروري مؤلم في بلد العربي ..
وتوفي هذا العربي قبل أيام معدودة ... في أطهر بقاع الدنيا ... في مكة المكرمة..
ومازالت ابنته حية ترزق ..
وهي ...
وبكل فخر واعتزاز ...
راوية هذه القصة.........